سواء كنت ترغب في مشاهدة معالم تاريخية مميزة أو مهتما باستكشاف ثقافة مذهلة، أو الاستمتاع بجمال الطبيعة أو حتى مجرد الاسترخاء والاستمتاع بصحبة شريك حياتك في أجواء رومانسية رائعة، فإن مدينة صلالة بمحافظة ظفار ستكون خيار مثالي بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تحلم بقضاء أجازة سعيدة لا تنسى فان مدينة صلالة بمحافظة ظفار تستقبل في موسمها السياحي الذي يبدأ خلال الفترة من 21 يونيو حتى 21 سبتمبر من كل عام ويعد من المواسم السياحية التي تستقطب السياح من داخل السلطنة وخارجها. ومع بدء الموسم السياحي تتجه الانظار الى مدينة صلالة باعتبارها الوجهة السياحية المفضلة للزوار من السلطنة ومن دول مجلس التعاون الخليجي للاستمتاع بجمال طبيعة جبالها وشواطئها واجوائها الرائعة.
وتعد صلالة من اهم المصايف السياحية في منطقة الخليج خلال شهري يوليو واغسطس من كل عام حيث توجت هذا العام بلقبت عاصمة المصايف العربية لعام 2019م. وتشهد معظم الولايات الساحلية لمحافظة ظفار والجبال المجاورة لها الممتدة من ولاية ضلكوت غربًا وحتى ولاية مرباط شرقًا خلال هذه الفترة اجواء مناخية رائعة حيث تزدان الطبيعة ويتواصل هطول الأمطار الخفيفة وينتشر الضباب وتكتسي الجبال باللون الأخضر.
وتمتلك محافظة ظفار مقومات سياحية تضم في جنباتها مختلف البيئات الطبيعية كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال والأودية والسهول المنبسطة والصحراء الممتدة الى الربع الخالي والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها والنافورات الطبيعية والكهوف المتنوعة. كما تشهد مراكز التسوق والمحلات التجارية بالمدينة تطورًا ملحوظًا إلى جانب ما تزخر به أسواق صلالة من المنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم خاصة محلات بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية واللحوم والالبان الطازجة والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة.
كما يتميّز سهل صلالة الزراعي بالمنتجات الزراعية المتنوعة ذات الطابع الاستوائي وأشهرها النارجيل (جوز الهند) والموز والفافاي وقصب السكر إلى جانب الخيران الجميلة والمحميات الطبيعية والثروة الحيوانية والبحرية الغنية. والى جانب الطبيعة الجميلة تمتلك محافظة ظفار ارثا تاريخيا يعود الى العصور القديمة والازمنة الغابرة حيث تعتبر منطقة خور روري “سمهرم” من بين أهم المناطق الأثرية المكتشفة في السلطنة التي توليها الحكومة اهتماما كبيرا نظرا للمكانة التاريخية التي تتمتع بها باعتبارها من أبرز مناطق الاستيطان البشري في فترة ما قبل الميلاد.
ويعد منتزه البليد الأثري أحد أهم المواقع الجديرة بالمشاهدة حيث يضم في جنباته متحف أرض اللبان وهو إطلالة شاملة على السلطنة بمختلف مناطقها عبر الأزمنة بالإضافة إلى منتزه سمهرم الأثري والحصون التاريخية في ولايات طاقة ومرباط وسدح والكثير من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في المحافظة. وتشتهر المحافظة بإنتاج اللبان الذي مثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديما ومصدرا مهما من مصادر الدخل حيث اشتهرت المحافظة بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم نظرا لتوفر المناخ الملائم لنمو أشجاره .
كما توجد بعض المعالم السياحيّة الجميلة التي يحرص السياح على زيارتها كالسهول والمرتفعات الجبلية بالإضافة إلى العيون المائية الرئيسية المنتشرة في كافة ربوع المحافظة وأهمها رزات وجرزيز وحمران وصحلنوت وأثوم ودربات. وتستقطب منطقة شاطئ المغسيل العديد من السياح لمشاهدة كهف المرنيف والنافورات الطبيعية كما تعد منطقة الجاذبية بنيابة طوى اعتير بولاية مرباط من المواقع السياحية التي تستهوي الزوار لوجود ظاهرة غريبة ونادرة تدفع البعض لخوض التجربة بالسيارة التي تصعد للأعلى بدلا من ان تنزل للأسفل وتقع المنطقة في بداية عقبة حشير على الطريق المتفرع من الطريق العام المؤدي الى مدينة مرباط .
وتزخر محافظة ظفار بالعديد من الكهوف ذات المقومات الطبيعية والمعالم السياحية التي تعد كنوزا طبيعية تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة وتشكل جزءا مهمّا من تراث عمان الطبيعي والبيئي والسياحي أبرزها حفرة اذابة طوي اعتير وكهف طيق الذي يعتبر من اكبر الكهوف على مستوى العالم . ومن اهم الكهوف التي تحظى باهتمام الزوار كهف اتين القريب من عين جرزيز ويبعد عشرة كيلومترات عن مدينة صلالة وكهف رزات الاكثر ارتيادا من قبل الزوار والمقيمين حيث يتوسط الجبل المطل على عين رزات اضافة الى كهوف وادى دربات التي تتميز بأقواسها الطبيعية والنقوش والرسوم المزينة لجدرانها وهي فريدة من نوعها بسبب تنوع الترسبات الكلسية المعلقة في اسقفها حيث توفر زيارة الكهوف فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف وتطورها عبر آلاف السنين .