تعقد القمة العربية في الجزائر يوم 1 و2 نوفمبر ويصادف احتفالات الجزائر بمرور 67 عاماً على اندلاع الثورة التحريرية التي أنهت الاستعمار الفرنسي، وتم اختيار هذا التاريخ بدقة بالنظر لما يحمله من قيم النضال المشترك واستلهام همتهم في بلورة رؤية مستقبلية لتحقيق نهضة عربية شاملة في جميع الميادين بما يسمح للمنطقة العربية بالتموقع مجدداً على خريطة العلاقات الدولية.
وسيكون عنوان هذه القمة هو الوحدة العربية والتوافق والدفاع عن القضايا العربية المصيرية بحيث تحمل القمة آمال الشعوب في وحدة الصّف العربي فمن دون وحدة ومن دون تعاون فعلي وملموس، لن يكون هناك تقدم، وتراهن الجزائر على فتح آفاق جديدة للعمل العربي المشترك لتمكين الأمة العربية من إسماع صوتها والتفاعل والتأثير بصفة إيجابية على مجريات الأمور على الصعيدين الإقليمي والدولي سيما وأن هذه القمة التي تأجلت مرات عديدة بسبب تداعيات جائحة كورونا العادية، تأتي اليوم في ظرف استثنائي، وترقب دولي، نتيجة الحرب في أوكرانيا وتأتي في قلب مخاض نظام عالمي جديد قيد الانبثاق، لا مجال فيه إلا للوحدة بحيث يكون للدول العربية دور في رسم معالمه من موقع الشراكة وليس التبعية والحديث بصوت واحد من أجل الاهتمام بالقضايا العربية.
حل الأزمات
الجزائر التي أكدت في أكثر من مناسبة أنها وفرت العوامل الأساسية لضمان نجاح القمة حريصة أن تكون القمة منبراً لإطلاق عمل عربي مؤسساتي يزيد من قدرة الأمة العربية على حل الأزمات، ويساعد على فتح آفاق جديدة للتعاون العربي المثمر، لكن تقع على قادة العرب مسؤولية تحقيق التقارب والتواصل، وإنهاء أي تباعد أو قطيعة، وتهيئة الأجواء لذلك، ولا يحتاج ذلك سوى إلا إلى توفر الإرادة الجادة، مشفوعة بتسريع الخطى من أجل استعادة وحدة الموقف العربي الحقيقي والممكن، سيما وأن التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا قد تكون الأقوى تأثيراً على شعوب العالم، بما في ذلك منطقتنا، ابتداءً من أزمة الطاقة والغذاء وارتفاع أسعارها عالمياً. ويتطلّب هذا الأمر مزيداً من التنسيق والتعاون في ما بيننا من أجل تأمين الحدّ الأدنى من مقومات الأمن الغذائي والطاقوي لكل من دولنا. بوضع مشروعات عربية مشتركة، في مختلف المجالات وخصوصاً الاقتصادية، وصولاً إلى التكامل.
درء المخاطر
ولا شك أن التكاتف ووحدة الصف العربي واتساق المواقف يعتبر من أقوى السبل الفعالة لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربي ككل ما يستدعي ضرورة تغليب المشتركات على التباينات أو الخلافات، فهذه الأخيرة لن تختفي في يوم من الأيام، ويبدو أن تأجيل الفصل في عودة سوريا إلى الحضن العربي رغم تأكيد الجزائر أن العودة ستكون قريباً، هدفه إبعاد أي خلافات تعكر صفو القمة والاهتمام أكثر بقضايا المنطقة سيما القضية الفلسطينية، وترتيب الوضع السياسي في ليبيا، ومواجهة الانتهاكات الحوثية في اليمن وإيجاد السبل لتعزيز فعالية جامعة الدول العربية ومؤسساتها بما يواكب التطورات السريعة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية. واتخاذ القرارات اللازمة للارتقاء بالعمل العربي المشترك إلى مستوى التحديات الخارجية المطروحة.