لأول مرة في تاريخ تونس، تم تكليف امرأة بإدارة جهاز الجمارك، في تأكيد على توسيع دائرة الحضور النسوي في مؤسسات الدولة. ووفق ما ورد في الجريدة الرسمية، فإن أمراً رئاسياً بإنهاء تكليف يوسف الزواغي، القاضي من الرتبة الثالثة، من وظيفة مدير عام الجمارك بوزارة المالية، وإلغاء صفته كمكلف بمأمورية بديوان وزيرة المالية، وتكليف نجاة العمراني الجوادي، وهي محافظ شرطة عام من الصنف الأول، بوظيفة مدير عام الجمارك.
وشغلت الجوادي منصب مديرة أمنية مهمتها التنسيق الجهوي صلب الإدارة العامة للأمن الوطني، وهي تعتبر أول امرأة في تاريخ تونس يتم تعيينها لهذا المنصب الأمني.
ويشير مراقبون، إلى أنّ الرئيس قيس سعيد، يبدي ثقة متزايدة في ما يمكن أن تقوم به النساء من دور حيوي مهم في مكافحة الفساد المالي والإداري، من خلال المسؤوليات الحكومية والسيادية التي يكلفهن القيام بها.
وكان سعيد، عيّن في أكتوبر الماضي، نجلاء بودن، كأول رئيسة للحكومة في تونس والمنطقة العربية، وهي الأستاذة الجامعية المتخصصة في الجيولوجيا وغير المعروفة في الأوساط السياسية، فيما ضمت حكومتها تسع نساء.
خطوات إصلاحية
وبتعيين نجاة العمراني الجوادي على رأس جهاز الجمارك، فإن هذا القطاع المهم والمؤثر في الجانبين الأمني والاقتصادي، سيعرف خطوات إصلاحية ضمن الحركة التصحيحية التي يتزعمها سعيّد منذ التدابير الاستثنائية، لاسيما أن الجوادي ستكون على علاقة مباشرة في عملها مع سيدة أخرى وهي وزيرة المالية، سهام البوغديري، تحت إشراف رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
ومع تكليف سعيد عدداً من النساء بوظائف مهمة خلال الأشهر الماضية، يرى محللون، أنّ الرئيس أكثر قدرة على احتواء الفساد المالي والإداري، وأكثر حكمة في التصرف ودأباً في العمل وإحساساً بالمسؤولية.
ووفق رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة، راضية الجربي، فإنّ المرأة التونسية أكثر المتضررين من الفساد، لاسيما أن أغلب الذين تم طردهم من مواقع العمل هم من النساء، وأنهن من أكثر العاملين في القطاعات المهمشة.
إثبات جدارة
وكانت الجمعية التونسية للحوكمة وتكافؤ الفرص، دعت الرئيس سعيد إلى العمل على حماية الحقوق المكتسبة للمرأة ودعمها وتطويرها وتحقيق التكافؤ بين النساء والرجال في المجالس والهيئات المنتخبة، وضمان تكافؤ الفرص في جميع المجالات، وفي مواقع القرار بما يتيح للمرأة التونسية تحمل المسؤوليات في كافة الميادين والمجالات.
ويرجّح مراقبون، توجّه الرئيس قيس سعيد إلى الاعتماد أكثر على النساء خلال المرحلة المقبلة، بعد أن أثبتن جدارتهن.