كشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، عن خريطة طريق مقترحة من الحكومة لإنهاء الحرب تبدأ بالفصل بين القوات المتحاربة وتنتهي بعملية سياسية. ووسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو 4 أشهر، تسببت السيول في تدمير وتضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية في السودان.
ونشر عقار على صفحته في «فيسبوك» تفاصيل لقائه مع ممثلات لمنبر نساء ضد الحرب، قال فيه إن خريطة الطريق المقترحة لإنهاء الحرب من الحكومة تتضمن: «الفصل بين القوات المتقاتلة من الجانبين. تعجيل إيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين، ومن ثم تحقيق عملية سياسية ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة».
وأكد عقار على عدة نقاط منها: «ضرورة تجنب تعدد المبادرات في السودان الذي يضر بجهود السلام ويطيل أمد الحرب. وأهمية الالتفاف حول الجيش السوداني باعتباره المؤسسة الوطنية. موقف الحياد لن يخدم أجندة السودان».
والتقى عقار، أول من أمس، عدداً من قيادات الكنائس السودانية لإطلاعهم على خطة الحكومة لإنهاء الحرب والدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة لتخفيف وطأة الحرب على النازحين واللاجئين.
وأوضح أن الاجتماع بحث دور المجتمع الكنسي في إنهاء الحرب عبر الاستفادة من علاقات الكنائس السودانية في استقطاب الدعم الإنساني وإيصال المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية ومناقشة آليات توزيعها على السودانيين جميعاً دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو غيرهما من أشكال التمييز.
وأضاف نائب رئيس مجلس السيادة أن اللقاء تناول الانتهاكات التي تعرضت لها الكنائس والدمار الذي طالها والتخريب المتعمد لها وقتل القساوسة وتعذيبهم، مشيراً إلى أن القيادات الكنسية طالبت الحكومة برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها.
سيول ومعارك
في الأثناء، تسببت السيول في تدمير وتضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية في السودان، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سونا».
ونقلت و«سونا» في تقرير ليل الأحد الاثنين «تعرضت أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا خلال اليومين الماضيين إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع».
وأضافت أن التقارير الأولية رصدت «تضرر 300 منزل كلياً وجزئياًً بمحلية مروي و58 منزلاً بمحلية القولد و56 منزلاً بمحلية الدبة و50 منزلاً بمحلية دنقلا». حلت هذه المأساة بالسودانيين بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
أسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو أربعة ملايين شخص على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.
وأمس، أفاد سكان في العاصمة وكالة «فرانس برس» بتواصل «القصف المدفعي والصاروخي» على مناطق وسط مدينة أم درمان غرب العاصمة وشمال الخرطوم وجنوبها.