قيل: «اطلب العلم ولو في الصين»، وفي انعطافة يصفها الفلسطينيون بالإيجابية، سافر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الصين، طالباً الدعم والتأييد لقضيته، وبطموح أن يجد فيها ضالته بالنهوض والارتقاء بواقع شعبه، وهو الذي دأب على أن ينشدها أينما وجدها. فيما عرض نظيره الصيني شي جين بينغ، أن تعمل بلاده على إيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
وقال جين بينغ: «الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع فلسطين، للدفع باتجاه تسوية مبكرة وشاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية».
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج، إن بلاده تولي أهمية كبرى للقضية الفلسطينية، وستواصل دعم محادثات السلام، مضيفاً أن بلاده ستسهم بـ«الحكمة الصينية» في دعم محادثات السلام لحل القضية الفلسطينية «العادلة» في الاتجاه الصحيح.
وأضاف، إنّ بلاده ستواصل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة. ويلحظ المتتبع للتطورات التي تشهدها جمهورية الصين الشعبية، على مختلف الصُعد، تقدماً مذهلاً في مختلف المجالات، أكانت سياسية ودبلوماسية أو اقتصادية وتجارية أو تكنولوجية وتقنية، غير أن ما يهم الفلسطينيون دورها على المستوى السياسي والدبلوماسي، خصوصاً وأنها غدت من أكبر المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أنها تقيم علاقات دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية منذ ما يقارب الـ35 عاماً.
دور إقليمي
وبالاستناد إلى مفوض العلاقات العربية والصين الشعبية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، فإن الصين تقف إلى جانب الحق الفلسطيني وعادة ما تصوّت لصالح الفلسطينيين في مجلس الأمن والأمم المتحدة، كما أنها تؤمن بحل الدولتين، ولها دور إقليمي ودولي واضح، ومن هنا تأتي زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الصين، لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة، وحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية من جهة أخرى.
يقول زكي لـ«البيان»: «نتطلع لدور صيني مؤثر في حشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ضمن المساعي الرامية إلى إحلال العدل والسلام، وتحقيق المطالب والأهداف الفلسطينية». وأضاف: «تربطنا مع الصين علاقة متينة، وبما أنها نجحت في عودة العلاقات الدبلوماسية بين العديد من دول الإقليم، ومهدت الطريق أمام عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، فإننا نعوّل عليها كذلك في التوسط لإنهاء الانقسام الفلسطيني» .
مبادرة
وألمح زكي إلى إمكانية العودة إلى مبادرة الصين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي كانت أطلقتها عام 2013، وقوامها إجراء حوار مركزي في منطقة الشرق الأوسط، يفضي إلى سلام عادل وشامل لكل قضايا المنطقة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الصوت الصيني أصبح له صدى أوسع من أي وقت مضى، كما أن الصين أصبحت تحظى بثقة سياسية متبادلة مع العالم، ولها مكانة في المجتمع العربي، وليس أدل على ذلك من القمة العربية الصينية، مؤكداً: «هذا مطلب صيني دائم من المجتمع الدولي».