من بوّابة ميناء مدينة طرابلس، وضعت فاجعة غرق زورق المهاجرين عاصمة الشمال، وعبرها لبنان بأسره، أمام هزّة خطيرة، برزت تداعياتها الأمنيّة والاجتماعيّة والسياسيّة بسرعة، منذرةً بآثار على مجمل الواقع الداخلي، الأمر الذي دفع مصادر سياسيّة معارِضة إلى الإعراب عن قلقها من أن يكون ثمّة من يدفع الأوضاع في هذا الاتجاه عمداً، لجرّ البلاد إلى توترات.
ولليوم الثاني على التوالي، بقي لبنان، من أقصاه إلى أقصاه، تحت تأثير مضاعفات «قارب الموت» التي كادت أن تضع عاصمة الشمال طرابلس على فوهة الانفجار. وبعدما لاحت معالم توظيف سياسي وانتخابي، يُخشى أن يتمادى في التحريض على اضطرابات، لا تحتمل طرابلس ولا أيّ منطقة لبنانية تداعياتها الخطيرة، وسط الظروف الراهنة المأسوية، اجتماعياً من جهة، واقتراب العدّ العكسي للانتخابات البرلمانية من مرحلته الحاسمة من جهة أخرى، فإنّ أوساطاً مراقبة لم تخفِ قلقها الفوري من تداعيات لهذا الحادث على الانتخابات.
مواجهة خطيرة
وفي انتظار ما سيؤول إليه المشهد خلال الساعات المقبلة، فإنّ أخطر ما تكشّفت عنه فاجعة غرق الزورق قبالة ميناء مدينة طرابلس، ليل السبت الماضي، أنّها أدّت إلى وضع فئات من أبناء طرابلس في مواجهة خطيرة فوريّة مع الجيش اللبناني، عبر الشائعات التي بُثّت عن تسبّب مطاردته للزورق بارتطام أدّى إلى غرقه، في حين أنّ الوقائع التي سارع الجيش إلى كشفها أثبتت أنّ قبطان الزورق تسبّب بالمأساة لدى محاولاته الهروب بحمولة بشريّة فاقت قدرة الزورق على الاستيعاب بعشرة أضعاف.