قدرت مصادر أمريكية، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق تسوية بين إسرائيل وحزب الله بعيداً عن الحرب، بدون إبرام صفقة تبادل في غزة، فيما طلبت واشنطن من الدوحة المساعدة والتوسط في حل الصراع بين حزب الله وإسرائيل.
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن هذه التسوية من الممكن التوصل إليها من دون تحقيق شرط حزب الله في إنهاء الحرب في قطاع غزة التي تشمل من بين أمور أخرى إبعاد الأسلحة الثقيلة عن الحدود الإسرائيلية، إلى جانب إعادة التأهيل الاقتصادي للبنان.
ووفق الصحيفة فإن ذلك تم بالتزامن مع الجهود الأمريكية الرامية إلى التوصل لحل في الشمال من خلال التسوية، في ظل تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، والتقارير الواردة عن المنطقة العازلة التي أقيمت جنوب لبنان. وإلى جانب «يو إس إس واسب»، جلبت الولايات المتحدة أيضاً إلى المنطقة السفينة «يو إس إس أوك هيل»، التي تستخدم لنقل مشاة البحرية والمركبات والبضائع، وفق «يديعوت أحرونوت».
إلى ذلك طلبت الولايات المتحدة من قطر المساعدة والتوسط في حل الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن مصادر.
ووفقاً للصحيفة، فإن قطر التي توسطت في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن هدنة في قطاع غزة، تلقت طلباً من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للمساعدة في تخفيف التوترات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية.
من جهتها أعربت قوة الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان «اليونيفيل»، عن قلقها إزاء التصعيد الأخير على الحدود الجنوبية اللبنانية.
وقالت كانديس أرديل، نائبة المتحدث باسم «اليونيفيل» في تصريحات، إن هناك مخاوف من تأزم الوضع في جنوب لبنان خاصة في ظل الأحداث الأخيرة والتصعيد في الخطاب.
وأضافت أن «اليونيفيل» تعمل على الأرض لحفظ السلام، وخفض التصعيد والمراقبة والانخراط مع الأطراف، ضمن مستويات عدة لتوصيل رسائل بين لبنان وإسرائيل للتأكد أنه لا يوجد سوء فهم، لأن الوضع يبعث على القلق.
في خطوة لافتة، توقيتاً ومضموناً، اختار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن يزور الجنوب، أمس، للإشراف على انطلاق الامتحانات الرسمية، وفي كل محطات جولته أكد أن الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه، وشدد على تمسك لبنان بالقرار 1701، آملاً عدم توسع الحرب في جنوب لبنان.
ومن بوابة الجنوب، التي قصدها متسلحاً بمواقف متفائلة، وضع ميقاتي التهديدات الإسرائيلية المستمرة بالحرب في خانة التهويل، والحرب النفسية، مطمئناً أن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة، وقال: «نحن دعاة سلم، وعلى إسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة»، مشدداً على ضرورة أن يطبق الجميع القرار الدولي الرقم 2735.
وأتت زيارة ميقاتي للجنوب، متزامنة مع «بورصة» التهديدات الإسرائيلية والتنبيهات الدبلوماسية والاتصالات الدولية للجم أي تدهور، والتي رست على معادلة أن إسرائيل لا تريد الحرب على لبنان، لكنها مستعدة لها، وأن حزب الله بدوره لا يريدها، لكنه جاهز لها إذا وقعت، ما أعاد التوازن إلى الميزان الميداني، الذي كان سجل في الأيام الماضية ميلاً قوياً لكفة سيناريو الحرب الواسعة.