شهدت المرافق السياحية والفنادق ومراكز التسوق في دولة الامارات بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص، خلال أوائل أيام عيد الفطر نشاطاً استثنائياً نتيجة تدفق العائلات، والأفراد على المولات، ومراكز التسوق والمدن الترفيهية والمطاعم، وذلك بالتوازي مع نشاط حركة الطيران، التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الزخم السياحي، وزيادة التدفقات من مختلف الأسواق.
وانعكست التدفقات السياحية على إشغال الغرف الفندقية، وأسعارها التي ارتفعت بالتوازي مع ارتفاع الطلب، بنسب تتراوح بين 30 إلى 40%، حيث استحوذت الفنادق الشاطئية والفنادق القريبة من مراكز التسوق على النسبة الأكبر من النزلاء، الذين كان أغلبهم من السوق المحلي، بالإضافة إلى بعض الأسواق الدولية.
وتؤكد المؤشرات أن حركة الازدحام على الأرض رافقها نشاط في الأجواء، حيث تراوحت نسبة الحجوزات على العديد من الرحلات القادمة والمغادرة بين 85 – 95%، وارتفعت أسعار تذاكر السفر على الرحلات القادمة والمغادرة، بنسب وصلت إلى أكثر من 40%، فيما استحوذت الوجهات الأوروبية ودول البلقان على الحصة الأكبر من الرحلات المغادرة.
وأعادت شركات الطيران هيكلة رحلاتها، بما يتناسب مع حجم الطلب على كل وجهة، من خلال زيادة عدد رحلاتها على الوجهات، التي تشهد طلباً مرتفعاً أو تغيراً في نوعية الطائرات بأخرى ذات سعة مقعدية أكبر، بهدف الاستحواذ على أكبر حصة من المسافرين لتعزيز إيراداتها.
وسجلت المحال، خصوصاً ليلة العيد، مبيعات قياسية مقارنة مع الفترة الماضية، خصوصاً المحال التي تبيع مستلزمات العيد والهدايا والذهب والمجوهرات، في حين ارتفع الإقبال على أماكن الترفيه والتسلية والمطاعم، التي استقطبت أعداداً كبيرة من الزوار والمتسوقين، الذين فضلوا قضاء أوقات من إجازة العيد في مراكز التسوق.
السفر
تسجل حركة السفر من وإلى دبي نشاطاً كبيراً، خلال عطلة العيد، الأمر الذي انعكس على أسعار التذاكر، وإشغال الرحلات الذي وصل لمستويات قياسية من وإلى بعض الوجهات، منذ بداية العام الجاري، حيث ارتفعت أسعار التذاكر بنسب تراوحت بين 30 – 40% على بعض الوجهات نتيجة ارتفاع الطلب.
وقال عمر العلي، الرئيس التنفيذي للمشاريع والتطوير في شركة «نيرفانا» للسفر والسياحة : إن ارتفاع الطلب على السفر خلال عطلة العيد تسبب في ارتفاع أسعار التذاكر، التي قفزت على بعض الوجهات إلى أكثر من 40%، وذلك رغم قيام شركات الطيران بزيادة سعتها المقعدية على الوجهات، التي تشهد طلباً مرتفعاً.
وأضاف عمر العلي : إن الطلب على السفر خلال عطلة العيد لا يقتصر على الرحلات المغادرة من الإمارات، بل هناك طلب مرتفع كذلك على الرحلات القادمة إلى دبي من معظم الوجهات الخليجية، وبعض الوجهات الأوروبية، مشيراً إلى أن السفر خلال العيد ينقسم إلى شقين، الأول، من قبل الوافدين الذين يرغبون بقضاء إجازة العيد مع عائلاتهم، حيث يتركز طلب هذه الفئة على وجهات إقليمية مثل الأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق وغيرها، في حين أن الشق الثاني هو السفر بغرض السياحة، والذي يتركز خلال هذه الفترة على تركيا ووجهات مثل جورجيا وأذربيجان وأوزبكستان، بالإضافة إلى بعض الدول في أوروبا الغربية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، وبعض الدول في آسيا مثل تايلاند وماليزيا.
فنادق
وشهد القطاع الفندقي في دبي نشاطاً كبيراً في أوائل أيام عيد الفطر، الأمر الذي انعكس على أسعار الغرف ونسب الإشغال، التي ارتفعت لتتراوح بين 90 – 100 في معظم الفنادق، وهو ما يؤسس لانطلاقة جديدة للقطاع، خلال الفترة المقبلة، بدعم السياحة الداخلية التي لا تزال تقود المشهد، خلال الفترة الحالية، وتلعب دوراً كبيراً في تنشيط الحركة، ورفع نسب إشغال الفنادق خلال الإجازات والأعياد.
وقالت الاستاذة نوران كيلاني مديرة ادارة التسويق والمبيعات بفندق تاور بلازا، إن دبي تشهد، خلال عطلة العيد موسماً سياحياً نشطاً مع تدفق المسافرين إليها من مختلف الأسواق حول العالم، كونها وجهة سياحية أولى لموسم العطلات، مشيره إلى أن الجاذبية الكبيرة لدبي، باعتبارها واحدة من أفضل الوجهات على خريطة السياحة الدولية، تجعلها الخيار المفضل لمختلف شرائح الزوار. وأضافت نوران كيلاني: من المتوقع أن تتجاوز معدلات الإشغال الفندقي خلال عطلة العيد حاجز 90%، مشيراً إلى أن معدلات الإشغال عادة ما يستحوذ عليها الطلب المحلي الوارد قبيل بدء أيام العيد، إلى جانب وجود طلب ملحوظ من السياح من دول الخليج، بالإضافة إلى بعض المجموعات السياحية الأوروبية.
التسوق
وسجلت مراكز التسوّق الكبيرة إقبالاً كبيراً من الزوار، لاسيما في دبي مول ومول الإمارات ودبي فستيفال سيتي مول وابن بطوطة مول وميركاتو مول ووافي مول ودبي مارينا مول، إضافة لتوافد الآلاف إلى الأسواق التقليدية الأخرى في المدينة، مثل: سوق الذهب وسوق التوابل وسوق العطور وسوق المنسوجات وسوق السيف، وغيرها.
وقالت نسرين بستاني، مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في «ميركاتو» و«تاون سنتر جميرا»: إن عطلة عيد الفطر من العوامل المؤثرة في ارتفاع مبيعات منافذ بيع التجزئة ومراكز التسوق، مع توجه عدد كبير من الأسر للتسوق وقضاء أوقات داخلها، لا سيما في ظل وجود عروض وتخفيضات موسعة، مشيرة إلى أن مراكز التسوق باتت تشكل وجهات سياحية متكاملة، من خلال تقديمها كل ما تحتاج إليه العائلات من أماكن للسياحة والترفيه والفعاليات إلى جانب التسوق.
وأضافت: إن نسبة نمو المبيعات في العيد تصل إلى نحو 50% مقارنة مع الأيام العادية، مع الإقبال الكبير من الزوار على شراء الهدايا الخاصة بالأعياد، خصوصاً في المتاجر الإلكترونية والسوبرماركت، مشيرة إلى أن ميركاتو أطلق فعاليات ترفيهية مشوقة تحت عنوان «جولة حول العالم مع ميركاتو»، مع تقديم خصومات تتراوح بين 25% – 75%، ويتيح لزواره فرصة المشاركة في السحب على الجوائز الكبرى لاستقبال السياح والزوار، خلال مهرجان دبي للتسوق.
وقال الاستاذ محمد الدبيكي كلافيجر ميدل ايست مدير السعودية والبحرين ان العديد من شركات الطيران على إعادة هيكلة رحلاتها، خلال عطلة العيد، بهدف استيعاب الطلب المتنامي على السفر إلى وجهات محددة. ووسعت طيرن الإمارات جدول عملياتها هذا الأسبوع بإضافة 38 رحلة عبر ست مدن في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، لتلبية الطلب الكبير على الرحلات، خلال عطلة عيد الفطر المبارك، حيث تتوقع الناقلة أن تستقبل على رحلاتها أكثر من 110 آلاف مسافر في عيد الفطر، عبر المنطقة، مع رحلات إضافية مقررة إلى كل من الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة والكويت وبيروت.